أدار اللباب ظهره لقومي
وتركهم في ظلمات سقيمة
هم يعشقون الشوارع القديمة
هو يعشق شوارعاً مستقيمة
هم يسألون عن المدينة
نسوا أن الفقه وطنه العالم
وأن الحياة لا تستقيم مع الجهل
أن المعرفة تطيل سيقان كراسيهم
وسعدوا بالقديم، ففقهه سهل
أما هو فتركوه يُنازل العقل
أعلم أن كتابي سليم
حتى وإن عاش قومي الكذب
في تفاصيل نهارهم المنمق
حتى ولو أتقنوا الفيهقة والتشدق
وعاشو الفصام
حتى وإن سهروا
على عويل الفواجع والنحيب
وتنكيل زبانية جهنم
تقطع أوصالهم
وتسحقهم من الوجود
فالله لا يحب العابث
والله لا يحب اللا مسئول
وغضبه أكبر
على نكوص أصحاب الحقيقة
ونقوص حملة خطاب العقول
بهم يبدأ
وبهم لن ينتهي
ها أنا ذا أرى أسوار روما
تحيط مساحات غناء
بعمق السماء
يختلط فيها الماء
وصخب فراغ مفعم بالألوان
فأصدق كتابي أكثر
وها أنا ذا أرى تشنجات أخي
فأتذكر تشنجاتي
ولا أفهم الآتي
كيف أنت!!؟
لماذا تكتفي بالتشدق والفيهقة
فالإنصاف كل لا يتجزأ
وما يهم فيه أن تعيش المبدأ
لا مساحة لك إذاً في القلوب
ووزنك في العقول نملة
هل كسبت الجولة؟
تقول أنك اشتريت قصراً في الجنة
هل قبضت مفاتيحه
فثمنه أقساط
بطول عمرك ووجودك
وثمنه صعاب
ترشح من تفاصيل يومك
لن تمر إلى القصر
دون ختم من "الإنصاف"
لا يا أخي لا تسرقني
لا يا أخي لا تظلمني
فتقبض مفاتيح قصر في مكان آخر!!
عمان-الأردن
نيسان 2008
مسجلة لدى دائرة المكتبة الوطنية الأردنية برقم إيداع: 1179/4/2008