أخلاقيات العمل والتعامل

حسن نافعة يقول أفضل رد على خطاب مرسي هو أن يرفع المتظاهرين في الميدان أحذيتهم كما فعلوا بعد خطاب مبارك.
كنت أحسبه أكاديمياً محترفاً موضوعياً يتجنب الردود المنفعلة ، كما يتجنب اللغط والمبالغة في التعبيرات الوصفية و الحدة في الرد المشحون بالعواطف، لكنه وعبر متابعتي لتعليقاته الأخيرة بخصوص د.مرسي أثبت أنه عكس ذلك تماماً.

والسؤال: إذا كان الأكاديمي المصري صاحب السمعة القوية والتي بناها بسنوات عمره الطويلة والمدعم بالثقافة الرفيعة والشهادات العالية لا تخونه إرادته ويستجيب لحنقه على من يخالفه الرأي والتوجه فيكذب ويتحامل ويتجاوز بعبارات مشحونة عاطفياً بشكل سلبي، ويخالف بذلك كل مبادئه ويضرب بسمعته العريضة عرض الحائط، ولا يبالي بشرف مهنته. هنا نقول: ماذا بقي لرجل الشارع العادي، وكيف سيتعامل من هو أقل من العادي مع من يخالفه في المجتمع.

بشار لن يترك السلطة إلا بتسليم سلس يلي المفاوضات السياسية وذلك للإبقاء على مؤسسات الدولة العميلة للعدو أصلاً، وهذا ما يهم أمريكا دائماً، حيث كانت أوامرها لقيادات الجيش المصري تؤدي لنفس النتيجة، المحافظة على مؤسسات الدولة القديمة التي هي مؤسسات النظام السابق، هذه المؤسسات كفيلة بإن تسقط من لا يعجب أمريكا. لذلك عندما احتلت أمريكا العراق سعت لهدم جميع مؤسسات الدولة ونظام صدام وذلك وبكل بساطة لأنها مؤسسات وطنية ولم تكن عميلة "بغض النظرعن كل مآخذنا على نظام صدام الديكتاتوري الدموي"، قامت بعدها ببناء مؤسسات عراقية عميلة، هي التي تدير البلاد الآن.

لا تثقوا بفيسك فهو إنسان غير نظيف، ولا ب CNN الصهيونية، فالصهاينة والغرب ينتظر بلبلة في الجيش المصري تأدي إلى انشقاقات تأدي إلى خروج جيش حر "منشق" يأدي بالنهاية لتدمير جيش مصر. كانوا يراهنون على قيادات الإخوان و ردات فعلهم التي توقعوها دموية وعنيفة تشجع على شق الجيش، فلما كانت القيادات واعية ولم تعطهم ما أرادوا، لم تتوقف هذه المحطة البغيضة CNN عن نشر مثل هذه الروايات.

حتى الآن ما يزيد عن 1000 شهيد قضو بالقصف الكيماوي على يد النظام السوري السادي، قضو بعد عذاب بين التشنجات والاختناق والغثيان القاسي والهستيريا
في الأربعاء الماضي قضى الآلاف في مصر وسكت العالم مما شجع المجرم الأسد على الزيادة في إجرامه، طالما أن القاضين تحت هذا الإجرام هم من نفس الفصيلة و الدين، قبلها كان بشار هو من شجع السيسي كي يبدأ بمذابحه، فتخطاه السيسي بكم القتل اليومي، مما جعل بشار ينافسه... وهما يتسابقان الآن و المسلمين يتفرجون... وينتظرون أخلاقيات العالم الحر كي توقف هذه المذابح، ونسوا أن هذه المجازر الأخيرة في سوريا تحدث بوجود مفتشين العالم الحر عن استخدام السلاح الكيماوي، علماً أن المفتشين هؤلاء رفضوا التوجه للمناطق المضروبة بالكيماوي بحجة عدم سماح النظام....... تخيلوا............. تخيلوا يامن تنتظرون أخلاقيات العالم الحر.... تخيلوا

 

ما يحدث في مصر عبر شاشات تلفزيوناتها الخاصة و العامة هو ليس مادة إعلامية بمعناها العلمي، وإنما هو استعراض مثير ومسلي،  في نفس الوقت لا يصلح للعرض أما العائلة،  كما أنه سلسلة من مسلسلات ردح متواصل على من لايرضى عنهم العسكر يقوم بها مجموعة ممن يمكن تسميتهم "بالقرداتية" لا أكثر، وهو بعيد كل البعد عن مصلحة الوطن والمواطن وإيصال الخبر له بكل حرفية وموضوعية.
لصالح مصر هذه العروض المقززة والمثيرة للشفقة يجب أن تتوقف، كما يجب أن يكون هناك ميثاق شرف إعلامي مصري يلتزم به الجميع و يخالَف، إلى درجة يجرَّم من يتعداه.