أخي هل تسالهم لما الإنتظار
وعدو جبان شدد الحصار
وطفل رضيع مثخن الجراح
وزوج وشيخ فريسة سعار
وعالم مشلول يشهد الشاشات
وشاشات سليبة تشهد الدمار
أخي
قد إخترق الرصاص جدار المحلول
ودمرت مشافي وأحرق المحصول
تناثرت أوراق الكراسات،
سقط الفصل
وتعثر الكتاب من الوصول
أخي لا تسالهم ولا تنتظر
فالصوت جلي أمام النظر
والمشهد مثقل بالدماء
بالعزة والإباء
فلا تيأسن... سيستجيب القدر
أخي
قد مضى عهد الرثاء
و ليالي الدموع بالشموع
وقلب مريض وعمل هباء
ورهط مسافر ذليل يتسول
ووعد مخادع يذهب جفاء
أترك ورائك الشوارع والعواصم
وتخطى المتواطئين فهم خواء
تخطى المتضامنين فهم غثاء
وأضرب، حطم كسر كل الإشارات
عن "مبادرة عمليِّة" واستراتيجيات
عن حديث متشدقٍ ب "جدولة الأولويات"
وأشطب من قاموسك كل المصطلحات
من قمم ومجالس ومؤتمرات
فلو خرجوا فيكم مازادوكم إلا خبالاً وانهزامات
إضرب حطم أرفض ولا تُذعن
اصنع أنت النصر والمستقبل الأحسن
لا تكترث للمتخاذل، للخائن والخائن الأرعن
فلقد نسي خصيتيه هناك
فلقد صار عبد مدجّن
بعد النصر ستقتله المرآة، فلا تحزن
فهؤلاء ينتظرون الحبال تحركهم
وهؤلاء يتسابقون على تقمص الدور الأجبن
إضربهم بلحمك لتفضحهم
واضربني بصمودك كي أصحو ولو متأخرا
أخي
مهد لأمٍ طريق العبور
بين نيران تنين وبين القبور
كي تشتري حليباً و أمل
ومهد لأمة طريق النجاة
من وهن وذل وتسول وجود
لعز ومجد وسؤدد حياة
ومهد طريقاً لي
كي أغسل مساماتي المملحة
من عار وذل
وكي أرفع رأسي
أنا بانتظارك لأتحرر، ولن أهرب
بانتظارك لتكسر طوق اللقمة اليومي
وتهديد أوراق سيرتي الذاتية وقبضة المكتب
وضحالة تسلية حول "المسرح المنزلي"
وقلب مشغول وضمير معطب
حطم واضرب بيمينك هذه الأصنام
إبعثني وحررني من سطوتها
إسحقها... وانقذ ردة فعلي من الفصام
بانتظارك لنتخطى عسكر الحدود
وآلام ذاكرة مكلومة
واغتصاب متكرر لأمل مولود
بانتظارك لنكسر قضبان "الحل الوحيد"
، رتابة عناوين الأخبار
وقاحة عبارات التنديد
أنتظرك لنصنع فجراً جديد
نعم... سنصنع فجراً جديد
كانون ثاني -٢٠٠٩
عمان - الأردن