لا أشك في طهارة وشرف من يعدون البرامج في الجزيرة ومن يتصدرون العمل الصحفي فيها، ولكن من هو جهاز المخابرات الذي زرع الجزيرة في قطر!؟
تذكر أنه وبين فواصل البرامج يقدم المذيع الجزيرة بصوته قائلاً (قناة الجزيرة في قطر)، هو لا يقدمها على أنها (قناة الجزيرةمن قطر) وذلك على مدار اليوم.
هل تسليط الضوء على استفزازات مصنوعة بتعمد ودون غباء من نظام السيسي وعبر أجهزة مخابرات خارجية، هو المطلوب في الوقت الحالي!؟
وليكتمل المشهد فإن الخارجية الأمريكية وسفراءالغرب يقفون خارج اجتماع الإتلاف الوطني السوري لزيادة الضغط عليه ليتأكدوا أن اجتماعهم سيعرب عن تعريف جديد لسوريا بأنها ( دولة إتحادية مكونة من عدة شعوب)ويفرضوا هذا التعريف الجديد ليمر بأغلبية ليست كبيرة بعد الضغط واستخدام النفوذعلى الأعضاء (وذلك حسب ما أكده المعارض السوري كمال اللبواني في برنامج الاتجاه المعاكس). وهذا الإبراهيمي، المبعوث الأممي ، مهندس اتفاق الطائف و حكومةالمحاصصات العراقية، هاهو يحوم كالغراب فوق سورية المنهكة والمثخنة بالجراح كي يقسمها بعد أن تسقط ويقدمها للعالم كدولة مكونات ومحاصصات طائفية وعرقية، ولاتركيز للجزيرة على هذا التعريف الحديث لسوريا رغم خطورته، كذلك التهجير الطائفي الممنهج والمتعمد من حكومة المالكي لمكونات عراقية بعينها والتقارب الأمريكي الإيراني يؤكد مع المشهد السوري أن التقسيم الجديد للمنطقة قادم وقد تكون بدايات الإشارة إليه في جنيف 2.
هنا يظهر أن تسليط الضوء على الاستفزازات المتعمدة من نظام السيسي تفيد السياسات الأمريكية بتعزيز انقسام الشارع المصري وعدم إعطاء الفرصة لإعلام السيسي بتوجيه شعبه كما يرغب هو، وكما كان يحدث مع نظام مبارك السابق. ومع إصرار نظام السيسي على زيادة درجة الاستفزاز والتي قد تصل لدرجة ضرب غزة والشعب الفلسطيني، فيتعدى بذلك درجة التصريحات التي أطلقها وزير خارجيته، وسيؤدي ذلك إلى زيادة الانقسام لدرجة تنتج إنقسام الجيش نفسه وضربه ببعضه بعضاً.
يبقى هذا كله مجرد تحليلات من هنا وهناك، وحتى لو صحت فهي مجرد مخططات كفيل وعينا وإيماننا -إن وجد- بإفشالها.
ولنتذكر قوله تعالى: (يُخْرِبُونَ بُيُوتَهُم بِأَيْدِيهِمْ وَأَيْدِي الْمُؤْمِنِينَ فَاعْتَبِرُوا يَا أُولِي الْأَبْصَار)" [ سورة الحشر - الآية 2