في رفض الدول الغربية وعلى رأسها أمريكا وبريطانيا تصنيف جماعة الإخوان المسلمين في خانة الإرهاب حسب ما أعلنته حكومة الانقلاب في مصر مدعاة للبعض بأن يأكد أن الإخوان صنيعة غربية، أو على أقل تقدير بأن هناك تنسيق واتفاقيات سرية وتوافقات بين الطرفين على الخطوط السياسية الرئيسة في المنطقة، ويزيد تأكيد نظرياتهم هذه موقف قناة الجزيرة الإخبارية التحريضي القوي ضد حكومة الانقلاب، وأن قطر ما كانت لتستطيع أن تقف هكذا موقف من الانقلابيين لولا الضوء الأخضر من أمريكا، والواقع أن الغرب ما فتئ يتقابل مع كلا الطرفين، ونحن صدقاً لا ندري ما يدور بينهما من حوارات وأحاديث، لذلك ففي اعتقادي أن ما يحدث في مصر هو دعم من الغرب وتعزيز لموقف ورأي كلا الطرفين وإعطائه الوعود تلو الوعود بأنه هو الأحق في حكم المرحلة الحالية، و أنه هو المنتصر في النهاية، كي يتشبث كل منهما بموقفه ويتصلب عليه طمعاً بتحقيق هذه الوعود، (وهو ما تعرض له بشكل أو بآخر الثوار السوريون في ثورتهم ) وفي ذلك إنهاك شديد للدولة وإلهاء لها بمشاكلها الداخلية و إضعاف شديد لصفها الداخلي، واستنزاف لمواردها الاقتصادية، املاً من الغرب في النهاية في وقوع الطرفين في حرب أهلية تنهك جيشه، صانعين بذلك فوضى يصفونها بالخلاقة، يمارسون فيها ما يطلق عليه بفن إدارة اللا متوقع.
لا يتشكك أحد بضرورة بل وحتمية الثورة على هذه الأنظمة الفاسدة و التي قد يصل حد فساد بعضها إلى حد الخيانة والتبعية المهينة لسيادة الدولة. إذاً هل هناك حل لما تعانيه الثورات وأصحابها وبلادها في هذه الأيام!!؟
الحل واضح جداً وصريح في كتاب الله، فعلى المظلومين المقهورين التعلق فقط بأعتاب الله وبحوله وقوته، وأن يخلعوا من قلوبهم أي رجاء بغيره، سواءً وعود غربية أو قرارات منظمات دولية أو قوانين محاكم لاهاي وجنيف، وهو ما تنبه إليه الثوار السوريون أخيراً وبعد أن خسروا كثيراً فالتفوا حول جبهة موحدة "الجبهة الإسلامية"، و أصبحت أمريكا في هذه الأيام ترجو لقائهم والتحادث معهم.