مرحباً بك

هنا موقع مشروع [بث تجريبي}-خربشات
وهو الجزء النصي والمتمم لباقي أجزاء المشروع، التي هي على التوالي:

مشروع [بث تجريبي}-العالم صور على موقعFlickr
مشروع [بث تجريبيّ}-أشياء في فيديو على موقع You Tube

هذه بعض سطور تبين كيفية عمل المدونة، والتي مازالت مكوناتها الرئيسية تحت التحرير و الإنشاء.
بعد هذه الكلمة التوضيحية، تظهر لك الرسالة الأحدث من تاريخ النشر.
إذا أردت جميع الرسائل المجتمعة تحت مسمى واحد، فعليك باختيار المسمى من قائمة "التسميات" في الجانب الأيمن.
أما إذا أردت أن تعرف أكثر عن باقي أجزاء المشروع، فاذهب إلى عنوان مشروع [بث تجريبي} في نهاية الصفحة.

الأحد، مايو 31، 2009

حُجّاز قبل الجاز

يبدو أن السفارة الأمريكية في الأردن مازالت تقبع تحت تأثير نظرة إدارة بوش السابقة و المشئومة للمنطقة، ففي حفل لموسيقى الجاز أقيم في مركز ترسانطه الثقافي بجبل الويبده بعمان، و أحياه فريق كريس بيارز الأمريكي بتنظيم ودعم من القسم الثقافي في السفارة الأمريكية في الأردن كان التشديد الأمني في غاية الفظاظة للدرجة التي كان يعامل فيها المسئول الأمني الأمريكي الجمهور بغلظة طالتني شخصياً وأوهمتني للوهلة الأولى بأني أنا من اقترفت بحق الإنسانية جرائم تقشعر لها الأبدان، لكنها بالتالي سرعان ما ذكرتني بوجه الأمريكي المحتل والقبيح، وهذا بدوره أفسد منذ البداية وقبل حضور الحفل ما كان يرجى منه تحديداً، وأعني المحاولات الجاهدة والبائسة لتجميل صورة الوحش الأمريكي وتتويج السنة الستين لبناء العلاقات والثقة بين المجتمع الأمريكي والأردني.

ولا أدري أية ثقة يمكن أن ينتج عنها هذا الكم الهائل من الذعر، وكأنك تتوجه بالدخول إلى البنتاجون وليس إلى حفل موسيقي يمثل صورة لمايسمى بالثقافة الأمريكية وعلى الأراضي الأردنية. حفل أريد منه تطبيع العلاقة بين الشعب الأردني المسالم والولايات المتحدة الأمريكية، مع الفشل في إدارة قدرته لإنجاز هذا الهدف.

على النقيض من ذلك، كان أداء الفرقة متميزاً، ودماثة خطاب قائد الفرقة ودفئه مؤثراً فعلاً، خفف عني أثر جلافة المسئول الأمني الأمريكي عند الدخول، وذكرني بالحلم الجميل والقديم والذي بنته في عقولنا الثقافة الأمريكية والغربية عموماً من مصطلحات تنادي بالحرية للجميع وبمساواة الفرص أمامهم، وشعرت خلالها أن في العولمة بذور لمفاهيم إنسانية بالغة الرقي لو أريد لها أن تعم وتصبح واقعاً لعاشت البشرية جمعاء في سعادة حقيقة. ولكن لم يطالنا من هذا النظام المتعولم سوى الجور ونهب الثروات والقتل والتشريد والقلق المستفحل والذعر المختبئ بين الزوايا وفي تجمعات الناس وعلى أرصفة المقاهي وبطون السيارات. كلما إزددنا قرباً من تحقيق مفاهيم منظومة العولمة، كلما إزدادت الأبواب و الأحزمة الأمنية، مايعني إزدياد الذعر والقلق، وكأننا نسرق أو نرتكب ماهو محرم وما يصنف على أنه جرم.

ولأي نظام الحق في حماية أمنه من عدوه وله أن يسمي عدوه ماشاء، متطرف، إرهابي ربما، أصحاب الإسلام الفاشي كأحد المسميات الأكثر قسوة. ولكن من حق الضحية أيضاً أن يتسائل عن أسباب التجاهل المستمر والمتعمد لمسببات وجود هذا العدو. وتبقى الضحية دائماً هي الشعوب أينما كانت.

قد تكون الحواجز والأبواب الأمنية والمنتشرة في مداخل كثير من المنشئات العامة والمراكزوالشركات أمراً مفروضاً علينا، ولكن لا أعتقد أنها الحل لمعالجة هذا الذعر.

في اعتقادي أن جزء رئيسي من الحل يكمن في مشاريع أكثر عمقاً وشمولية لها القدرة على تناول المشكلة من جذورها وتحليها التحليل الصحيح بغية طرح حلول قادرة على المعالجة السليمة والعضوية لهذا النوع من المشاكل.

إن مشاريع من مثل المنتدى العالمي للوسطية بفروعه العديدة في محافظات ومدن المملكة المختلفة، وفي مؤتمرات تأصيل الفكر التنويري، وفي الأنشطة والمؤتمرات التابعة لرسالة عمان الكبرى، و في الجهود الحثيثة في تطوير نظام التربية والتعليم مع المحافظة على الأصل والهوية، كلها ما يمكن اعتباره محاولات جادة لطرح علاجات وحلول جذرية للمشكلة.

من مثل هذه الأنشطة والمؤتمرات الدورية سينبثق شباب متمسك بأصوله يحمل فكراً تنويرياً منفتحاً لا يقصي الآخر كما لا يقبل أن يقصيه أحد، هؤلاء هم حقاً من يحمل فكراً ميني على الحرية والعدل والمساواة وتقبل الآخر من باب الاحترام المتبادل بحيث يمثل هذه المفاهيم بصدق لتحقيق هدف أسمى في النهاية هو الوصول إلى رضى ذاتي نابع من الإيمان بالسعي الحثيث لكل مايرضي الله، وليسو كمن يستخدم هذه المفاهيم السامية كغطاء لتحقيق أغراض دنيوية خبيثة في غالبها.

وهنا يمكن لهؤلاء الشباب، المستندين إلى المنهج الرباني، أن يرسموا الوجه الجميل لعولمة إنسانية جديدة، والذي طالما حلمنا به قبل غرقنا أكثر وأكثر بويلات الولايات الأمريكية المأساوية، مترئسة النظام العالمي الجديد، والتي تتالت علينا بسبب ضعف النظام العولمي الحالي الوضعي والقاصر على الفهم الكامل لإحتياجات الإنسان والجماعات والشعوب.