الميادين تقسم شاشتها إلى أربع أقسام،
واحدة للخليل والأخرى لرام الله، والثالثة لبعقوبة في العراق، والأخيرة لمناطق
شمال سوريا، وهم يريدون بذلك بمساواة العدو الصهيوني بالجماعات الثائرة المخرية من
وجهة نظرهم المدلسة، ولا أدري كيف لا تستحي هذه القناة من عرض الوضع شبه الطبيعي
للخليل بعد ردة الفعل العدو الصهيوني تجاه خطف ثلاثة من أبناءه وكونه يفتش عنهم
دون قتل أو ضرب أو تعذيب، في الوقت الذي تعرض فيه شاشاتها الأخرى في العراق وسوريا وحشية الأنظمة العميلة الحاكمة هناك
وكيف تبيد الكل ، مدني وغير مدني، مسلح وطفل وامرأة، تبيدهم بالبراميل المتفجرة
الغبية، الصور من العراق و سوريا تظهر بقايا مدن بعد أن سحقتها قوات الأنظمة
العميلة لإيران و أمريكا، في الوقت الذي يسير فيه جنود العدو بحثاً عم المختطفين
الثلاثة، يسيرون في شوارع الخليل و رام الله وبين أحيائها الجميلة والنظيفة رغم
كونها تحت الاحتلال الصهيوني لأكثر من 47 عاماً.
هكذا تثبت عملية الانتخابات الرئاسية المصرية بأنها مسرحية ممثلوها فاشلون عدا عن مخرجها وهكذا يثبت قادة اليسار في أهم الدول العربية بأنهم مجرد كومبارس يكمل المشهد المسرحي الضحل، بل يكون بمثابة ممسحة تحت أقدام العسكر والدولة العميقة والنظام الفاسد القديم، حيث أثبتت نتائج الانتخابات وإقرار صباحي بها حتى وقبل أن تعلن رسمياً بأن هذا اليسار مجرد شرذمة قليلة وأقل من أن تكون أقلية يحسب لها حساب، ذلك أن المجتمعات العربية لفظتها ولفظت ما تعتنقه من مبادئ وأخلاقيات وافدة وغريبة عن ثقافتها و ما تؤمن به. ليس أوضح دليلاً على ذلك من تصريح صباحي سابقاً بأنه لا يمكن أن يتحالف مع الإسلاميين في الوقت الذي من الممكن أن يتحالف فيه مع الفلول وبقايا النظام الفاسد ذلك أن اختلافه مع الإسلاميين كما يقول هو اختلافاً جذرياً. هنا يظهر لنا مدى مصداقية أدبيات اليسار في المناداة بحقوق العمال والفلاحين والكادحين والمقهورين ومحاربة الفساد والفاسدين ومصاصي الدماء من رجال أعمال لا ذمم لهم، ونعرف حينها مدى زيف عناوين الهتافات التي فتنوا البعض بها. بعد عملية الانتخابات المصرية آن لنا أن نقول لليسار: كش بره فأنت لست جزءً من الشعب، بل جزء من الفاسدين. 
عندما كانت مواقف إيران تظهر
لنا بأنها مشرفة بدعمها لمقاومة فلسطين و حزب الله ضد العدو الصهيوني،
كانوا يعتبرونها عدو لدود للإسلام والمسلمين وأنهم هم المجوس أعداء الدين،
حين تكشف وجه إيران الحقيقي و أصبحت تقتل بنا علناً في سوريا والعراق واليمن،
وأوقفت مساعداتها لحماس مما ساعد على حصارها وتنحيها عن السلطة وبعد
االتوافقات الأمريكية الإيرانية الأخيرة أصبحت إيران صديقة بل شقيقة
وهرولوا إلى مصالحتها وطلب رضاها بل والتصريح بأن مرشدها هو مرشد للمنطقة
جمعاء. 
