مرحباً بك

هنا موقع مشروع [بث تجريبي}-خربشات
وهو الجزء النصي والمتمم لباقي أجزاء المشروع، التي هي على التوالي:

مشروع [بث تجريبي}-العالم صور على موقعFlickr
مشروع [بث تجريبيّ}-أشياء في فيديو على موقع You Tube

هذه بعض سطور تبين كيفية عمل المدونة، والتي مازالت مكوناتها الرئيسية تحت التحرير و الإنشاء.
بعد هذه الكلمة التوضيحية، تظهر لك الرسالة الأحدث من تاريخ النشر.
إذا أردت جميع الرسائل المجتمعة تحت مسمى واحد، فعليك باختيار المسمى من قائمة "التسميات" في الجانب الأيمن.
أما إذا أردت أن تعرف أكثر عن باقي أجزاء المشروع، فاذهب إلى عنوان مشروع [بث تجريبي} في نهاية الصفحة.

الثلاثاء، يناير 28، 2014

الدوغمائية في مجتمعاتنا و كيفية معالجتها:

مشروع إثراء المعرفة نموذجاً



بداية لابد من تعريف مصطلح الدوغمائية قبل الخوض في مستواى تغلغلها في العقل العربي، وما يقصد بالدوغمائية هو العقلية الجامدة والمنغلقة و الغير مكترثة بظروف التجديد المحيطة، بحيث تغلف نفسها بأسوار من الأعراف والتقاليد والمعتقدات التي تمنعها من قبول أي آراء أخرى أو حتى التفكير في صحتها. فأجوبتها على أي سؤال مهما كان حديثاً أجوبة جاهزة ومعلبة تجترها من مخزون لا يتجدد ولا يتفاعل مع الواقع ومع مستجدات الحياة، بحيث لا يتقبل صاحبها أي أفكار أو حتى حقائق قد تحرك قناعاته السابقة، ولا يقبل إلا الأفكار التي تدعم ما يعتقده، بحيث يصبح ما يعتقده هو الحقيقة المطلقة والتي تصل عنده إلى حد القداسة، مما ينتج عنه سلوكيات سلبية في التعامل لدى صاحبها كالغطرسة والتعصب والتطرف.

في مقال قرأته لخبير التنمية السعودي محمد البدارين، والذي يذكر أن مكتشف الدوغمائية هو الأمريكي ميلتون روكش يذكر الخبير السعودي بأن المشكلة تكمن عندما يسكن أصحاب هذه العقلية الصلفة مفاصل الدولة، فبذلك يرفضون أي تجديد وتحديث يمكن أن يتم تقديمه لتطويرها، كما يذكر بأن الأعداد الكبيرة من المبتعثين من الطلبة للخارج ستبقى عاجزة عن أي تعيير وستختار أن تنخرط في المنظومة التقليدية خشية الوقوف ضد التيار والتعرض لانتقادات أو إقصاء مجتمعي أو إغراءات مادية تجعل من جاء بفكر جديد يتراجع و ينخرط بما هو سائد. كما يقول بأن هذه المسألة قد حسمت في المجتمعات المتقدمة والمتحضرة لصالح العقل العلمي الموضوعي الحديث، عكس واقعنا العربي والذي مازالت الدولة فيه غير قادرة على حسم هذا التضاد، مما جعل ما هو سائد يصب في صالح الفكر التقليدي الجامد. بالتالي تظل مجتمعاتنا في حالة فصام عن الواقع الحداثي العالمي الذي يفرض نفسه علينا من خلال تعاملاتنا مع أدق تفاصيل المعيشة اليومية من أدوات و علاقات اجتماعية وعلاقات في العمل.

ولابد أن نوضح هنا أن معالجة هذه العقلية غالباً ما تواجه من قبل أصحاب التدين التقليدي الجامد، حيث يرون في الدعوة للإنفتاح والتفكير دعوة للتشكيك بثوابت معتقدات المجتمع، وهم بذلك خلطوا بين عملية التفكير المنطقية الأصيلة والمستقلة وبين عملية التقليد للحداثة الغربية بادعاء أنها ناتجة عن حرية في التفكير، فالأولى لن تؤدي إلا لثوابت المعتقد الإسلامي، دين الفطرة، وقد سبقنا رسول الله عليه الصلاة والسلام في تأكيد هذه النتيجة حين قال ( لا يشاد هذا الدين أحداً إلا غلبه )، كما على أصحاب هذا التدين الجامد أن يتذكروا أن الإسلام في أيامه الأولى كان فكراً حداثياً مخالفاً تماماً لواقعه وللتقليد السائد وأن أول من وقف في وجهه هم أصجاب العقلية الدوغمائية ، وأول من ناصره هم أصحاب العقلية المنفتحة والتي تجنح دائماً للعقل والتفكير أمام أي مسألة حديثة.

يمثل مهرجان إثراء المعرفة والذي أقامته أرامكو السعودية في الظهران لمدة 45 يوماً محاولة جادة لكسر أسوار العقلية الرتيبة وخطوات صريحة لمناقشة العقل، وهو ما يعد إحدى البدايات في معالجة الدوغمائية. ولقد كان في مظاهر كثيرة في هذا المهرجان، من مثل السماح للفنون المختلفة بما فيها الموسيقى لأن تكون العامل الرئيسي المسوق لفكر المهرجان، والسماح للعنصر النسائي المتعلم والمعتد بما لديه بأن يشارك بمساحات كبيرة في توصيل معارف المهرجان وإدارة فعالياته، حيث كانت غالبية الأقسام تعرف بها وتشرح ما تقدمه عناصر نسائية ذكية، أيضا التعرف على ثقافات وفنون شعوب مختلفة من خلال تقديمها لفلوكلوراتها و رقصاتها المختلفة، كما كان للاحتفاء بالفنون البصرية من خلال التعاون مع مركز بومبيدو المرموق والذي يضم المتحف الوطني للفن الحديث والمعاصر في فرنسا، وتناول فنانيها وأعمالهم بقدر من الاحترام، والإيجابية، وعرض الأفلام والمسرحيات والحفلات الموسيقية الفلوكلورية وأخيراً استقبال صالات العرض والمسارح للجنسين في وقت واحد، مع تخصيص مساحة منفصلة لكل منهما، كل ذلك صور إيجابية تكسر الصور النمطية والمفاهيم الجامدة التي تعود عليها المجتمع السعودي، مع حرص المهرجان بالحفاظ على السمات العامة التي تميز هذا المجتمع.

تعتزم أرامكو تكرار هذا المهرجان بشكل سنوي كما تنوي نقله إلى جدة و المنطقة الشمالية في المملكة.


ليست هناك تعليقات: