لم نسمع أي تعليق من علماء المسلمين أو الجماعات والأحزاب الإسلامية في داخل الأردن أو خارجه على تصريحات العاهل الأردني الخطيرة. وكعادتها جماعة الإخوان المسلمين في الأردن أو خارجها لم تعلق على التصريح، ولم توضح للملك بأن داعش ومن يسير على نهجها إذا مثلت التطرف، فإنه والتحالف الدولي الذي انضم إليه لا يمثل الاعتدال، بل هو في نظر الكثير من المسلمين يمثل التفريط في حقوق المسلمين، هذا إذا اعتبره كثير منهم مسلماً أصلاً. فتولي أعداء الله ومحاباتهم والتحالف معهم هو في نظر صريح القرآن ما لا يمثل اعتدالاً بل يمثل كفراً صريحاً، إذ يصف الله أصحابه من المسلمين بأنه أصبح بهذه الموادة والتحالف قي المعسكر المواجه ومن أفراده، معسكر الكفر، قال تعالى في سورة المجادلة الآية 22( لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ )
كما قال جل جلاله في سورة المائدة الآية 51 ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تَتَّخِذُوا الْيَهُودَ وَالنَّصَارَى أَوْلِيَاءَ بَعْضُهُمْ أَوْلِيَاءُ بَعْضٍ وَمَنْ يَتَوَلَّهُمْ مِنْكُمْ فَإِنَّهُ مِنْهُمْ إِنَّ اللَّهَ لا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ)
وفعلاً ليس عند الله "هيك وهيك" وهو المصطلح الذي استخدمه العاهل الأردني بعربيته الركيكة لتوصيف حالة اتخاذ الفرد منطقة رمادية بين الاعتدال والتطرف. فهذا التحالف الغير مسلم "الكافر" يضرب المسلمين من مقاتلين معتدلين ومتطرفين، فلقد قتل وأصاب أفراد وقادة من حركة لواء الإسلام، والجيش الحر كما أصاب أفراد داعش، وكون علماء المسلمين صنفوا داعش بالتشدد والتطرف لا يعني هذا مطلقاً بأنهم كفروهم وبالتالي هم مازالوا مسلمين ومازال يحرم شرعاً قتالهم وقتلهم بأمر قوة كافرة عدوة للإسلام والمسلمين، ولا أحد يشك أصلاً بعداء أمريكا والاتحاد الأوروبي للإسلام. وإنما ممكن قتال هؤلاء الخوارج كما صنفهم بعض علماء الأمة بعد استنفاذ جميع طرق الإصلاح، ويكون قتالهم من داخل المسلمين بقوة مسلمة وأوامر قيادة مسلمة، لا يشاركها أي قوات غير مسلمة أو دعم.
هذا التحالف يقتل أيضاً المدنيين المسلمين بأسلحته وقذائفه التي يسميها ذكية، فكيف يريدنا العاهل الأردني أن نغض الطرف عن هذه الموبقات والكفر البواح و أن نقف في صفه.
الأمر جد خطير ووقوفنا في صفك يعني موالاة أعداء الله والتبرء من الإسلام وأهله، فنكون بذلك قد خرجنا من الملة وكل ذلك علشان زرقة عيونك التي اكتسبتها عن أخوالك الإنجليز بفعل عوامل الوراثة ، فكما قلت لكسابقاً عند الله "فيش هيك وهيك" ولا يمكننا التحايل عليه سبحانه فهو الأعلم بما في الأنفس وما تخفي الصدور وليس أنت.
الملك أوضح بأن الحرب ستطول وقد تتجاوز الخمسة عشر عاماً، بتفصيله أن الحرب العسكرية قد تكون قصيرة ولكن الحرب الأيدولوجية ستستمر لسنوات طوال، ولا أحد منا يفهم مذا يقصد العاهل الأردني بالحرب الأيدولوجية، كيف سيحارب الفكر الأيدولوجي الذي يعتبره متطرفاً، وأي نوع من الإسلام الذي سيدرسه لأجيالنا القادمة، هل هو الإسلام الذي يعتمد في مناهجه الدراسية حذف آيات قرآنية معينة، وتعديل نصوص كتب التاريخ المدرسية وشطب شخصيات تاريخية قديمة وحديثة من المناهج حتى تتوافق مع الإسلام الذي يراه جلالته معتدلاً.
لا أحد يغيب عنه أن الداعي إلى هذه الحرب هي أمريكا والاتحاد الأوروبي، وليست أي دولة مسلمة، وأن من يرأس هذا التحالف عسكرياً واستخباراتياً هم الأمريكان وليس الملك عبدالله وقواته المسلحة، إذاً ما الحكم في هذه الحالة، ما حكم مشاركة أبنائنا المغرر بهم في مثل هذه الحرب وتحت هذه القيادة، أين علماء الأمة وأين الإخوان المسلمين وأين موقفهم من هذا الأمر الجسيم!؟، أين ذهبت ألسنتهم، هل هم مجرد ديكورات لتجميل النظام السياسي الأردني!!؟ ألا يخشون سؤال الله لهم عن سكوتهم عن الحق وكأنهم شياطين خرس، كما شبههم بذلك الحبيب المصطفى عليه أفضل الصلاة والسلام.
هل عرفتم الآن لماذا ينضم الآلاف من أبناء الأمة إلى داعش وأمثال داعش!؟ وإن لم ينضموا بأجسادهم فبقلوبهم، هل أدركتم مدى حجم كارثة سكوتكم وخوفكم من الجهر بالحق، هل مازلتم تخافون أن تصنفكم أمريكا بأنكم منظمة إرهابية، هل من أجل هذا أنتم على استعداد أن تداهنوا في دين الله!!؟
اللهم إني أبرء إليك من فعل التحالف الدولي وكل مسلم من أبناء جلدتي وعقيدتي ممن انضموا إلى هذا التحالف، وأعلن موالاتي وحبي لعبادك المؤمنين المعتدلين الذين يحقون الحق ولا يسرفون في القتل وسفك الدماء دون حق، ويعملون وفق منهج دينك لإعلاء كلمتك وتحكيم شرعك. اللهم فاشهد
صرح
العاهل الأردني الملك عبد الله الثاني في بيان، بأن الإسلام يشهد حربا
أهلية بين الإسلام المتطرف والإسلام المعتدل، وأن العرب والمسلمين لم
يشعروا بخطورة ذلك....
france24.com