مرحباً بك

هنا موقع مشروع [بث تجريبي}-خربشات
وهو الجزء النصي والمتمم لباقي أجزاء المشروع، التي هي على التوالي:

مشروع [بث تجريبي}-العالم صور على موقعFlickr
مشروع [بث تجريبيّ}-أشياء في فيديو على موقع You Tube

هذه بعض سطور تبين كيفية عمل المدونة، والتي مازالت مكوناتها الرئيسية تحت التحرير و الإنشاء.
بعد هذه الكلمة التوضيحية، تظهر لك الرسالة الأحدث من تاريخ النشر.
إذا أردت جميع الرسائل المجتمعة تحت مسمى واحد، فعليك باختيار المسمى من قائمة "التسميات" في الجانب الأيمن.
أما إذا أردت أن تعرف أكثر عن باقي أجزاء المشروع، فاذهب إلى عنوان مشروع [بث تجريبي} في نهاية الصفحة.

الأحد، يونيو 18، 2023

من سعة فقه المرء


للأسف مستوى الأمية المعرفية والحضارية وضعف المطالعة والتحصيل العلمي عند كثير من أبناء أمتنا جعلنا متعصبين سطحيين متطرفين شديدي التحسس من أي رأي مخالف سريعين في سوء الظن ورمي المخالف بالتهم المعلبة الجاهزة من مثل: مدسوس، مغرض، صاحب أجندة، مدعوم من الخارج، منافق، صاحب هوى، يتعمد ضرب ثوابت الإسلام، طائفي، يميع الإسلام، مفرط…. وغيرها كثييييير. 

كل هذا ينجلي بالقراءة والمطالعة غير المسبقة بأحكام ظنية في أصلها، لكنها شبه قطعية عند صاحبها. 

الإمام أبو حنيفة شيخ العلماء أوذي وعذب وكان لا يستمع له بعد أن اتهم في دينه ومقاصده ونواياه، حاربه أهل الحديث في مسائل كثيرة وحاربه الحاكم العباسي، المنصور في وقته، ومذهبه الآن الأكثر انتشاراً وهو أبو المذاهب. 


الإمام مالك كان في آخر عمره يصلي مسبلاً فظن بعض من صلى خلفه أن هذا تفضيل للإسبال عن وضع اليدين تحت الصدر وفوق البطن، ولكن الإسبال كان بسبب عدم استطاعته رحمه الله رفع يديه وذلك من شدة آلامهما وتعطلهما من الضرب المبرح الذي تعرض له حتى يرجع عن آرائه، والآن هو صاحب واحد من أهم المذاهب الخمسة الرئيسية لأمة الإسلام.


الإمام البخاري كان ملاحقا و مرفوضا، اتهم بالزندقة وكفر في بلاد إقامته نيسابور مما جعله يهاجر ويتركها. كتابه الآن أول أهم كتاب بعد القرآن الكريم عند جمهور المسلمين. 


الإمام النسائي عنف وأوذي وضرب من العامة حتى أدى ذلك باعتلال صحته وبعدها موته بعد هجرته من دمشق إلى فلسطين. وهو الآن من كبار أهل الحديث المعتمدين عند جمهور المسلمين.


الإمام بن تيمية عذب وسجن وأوذي كثيراً بسبب آرائه التي اتهم في بعضها بخروجه فيها عن الإجماع وجمهور الأمة، وهو الآن يلقب بشيخ الإسلام. 

هذا حال البشر وهذا حال عامة الناس وهذا حال المجتمعات البشرية، تحارب الجديد من الآراء وتحارب صاحبه، إما خوفاً على الموروث باشكاله المختلفة والتي تجزم بصحته، وإما حسداً من عند أنفسهم تجاه صاحب الرأي المجتهد لتميزه عنهم في فهم جديد، ولعدم قدرتهم على مجاراته في جهده ودراساته ومدائبته وراء قصده وما نوى. 

فعلاً نقول هنا: الإنسان عدو ما يجهل.


ليست هناك تعليقات: