رغم كل الجرائم والخسائر التي ترتكبها قوات الدعم السريع تجاه المدنيين، باستيلائها على المستشفيات وتعطيلها وتحويلها الى مراكز عسكرية لها، إصرارها على القتال في الأحياء السكنية وبين منازل المواطنين، تعديها على البيوت وأصحابها، نهبهم وتدمير منازلهم وتخريب المرافق الحكومية التي تخدمهم، التعدي المستمر على البعثات و الهيئات الدبلوماسية الأجنبية، نهبها والتعدي على الدبلوماسيين أصحابها، وقتل بعضهم في أكثر من حالة، ورغم رفع قيادة الجيش الشرعية تقارير كاملة للأمم المتحدة والقوى الدولية بالجرائم الموثقة المسجلة ضد قوات الدعم السريع بقيادة حمتي، والمطالبة بتصنيفه كإرهابي وتصنيفها كمنظمة إرهابية أو حتى في أضعف الإيمان إدانته والضغط عليه، إلا أن الأمم المتحدة والقوى الدولية تلتزم الصمت ولا تهتم لا لمدنيين ولا لدبلوماسيين، والأكثر من ذلك هي تساوي المجرم المتمرد مع القوى الشرعية في الدولة المتمثلة بالجيش الرسمي والذي يقوم بواجبه لإنهاء هذه الفوضى، وتضع بعدها العقوبات على الجهتين.
ولأن الجيش قاب قوسين أو أدنى من إنهاء هذه الفوضى، فالولايات المتحدة والقوي الدولية الباقية وأمامهم الأمم المتحدة باتوا يكثرون جميعاً في هذه الأيام من التصريح بأنه لا يمكن الوصول عسكرياً إلى حل، وأنه لابد للرجوع للمراحل السياسية السابقة ومتابعة الحوار والتفاوض، بمعنى أن هذه القوى المستعمرة تريد أن تجبر الجيش لقبول المتمرد المجرم الخارج على القانون ليكون جزءً من العملية السياسية في البلاد.
هو نفس الفيلم المقيت الذي أخرجوه في اليمن وسوريا وليبيا، وهو السيناريو الذي يعمل في الإبقاء على جميع العناصر المتناحرة، لتشكل بعد ذلك ائتلافاً حكومياً هشاً تعصف به الخلافات أمام كل موقف يستدعي توافق لاتخاذ قرار تجاهه.
هكذا يصبح العداء والصراع والضعف هو المرافق لأي حكومة جديدة، وهو القمين بإنتاج دولة فاشلة لا تقوى على شيء.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق