مرحباً بك

هنا موقع مشروع [بث تجريبي}-خربشات
وهو الجزء النصي والمتمم لباقي أجزاء المشروع، التي هي على التوالي:

مشروع [بث تجريبي}-العالم صور على موقعFlickr
مشروع [بث تجريبيّ}-أشياء في فيديو على موقع You Tube

هذه بعض سطور تبين كيفية عمل المدونة، والتي مازالت مكوناتها الرئيسية تحت التحرير و الإنشاء.
بعد هذه الكلمة التوضيحية، تظهر لك الرسالة الأحدث من تاريخ النشر.
إذا أردت جميع الرسائل المجتمعة تحت مسمى واحد، فعليك باختيار المسمى من قائمة "التسميات" في الجانب الأيمن.
أما إذا أردت أن تعرف أكثر عن باقي أجزاء المشروع، فاذهب إلى عنوان مشروع [بث تجريبي} في نهاية الصفحة.

الاثنين، يوليو 07، 2014

داعش وعلاقتها بالفكر السلفي الخارج من الجزيرة العربية

 
في إحدى الليالي القريبة وقد خرجت من صلاة العشاء متجهاً إلى بيتي برفقة أحد جيراني، ذكرني هذا الجار بالحديث الباطل الذي تقوم عليه فلسفة الفكر السلفي، وهو الحديث القائل: أن النبي صلى الله عليه و سلم قال:"افترقت اليهود على إحدى و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و سبعين في النار ، و افترقت النصارى على اثنين و سبعين فرقة فواحدة في الجنة و إحدى و سبعين في النار ، و الذي نفسي بيده لتفترقن أمتي على ثلاث و سبعين فرقة ، فواحدة في الجنة و ثنتين و سبعين في النار ، قيل يا رسول الله من هم ؟ قال : هم الجماعة"
فقلت له أعلم أن من علماء العصر الثقات من أنكر الحديث وطعن في رواته، فقال لي دع عنك هذا، هؤلاء الذين يتفرغون فقط في توظيف أنفسهم قضاةً في حصر فرق المسلمين و تصنيفها تحت مسميات وأحزاب و عقائد، وكأنهم يفرحون بتفتيت دين المسلمين وجماعتهم وتشتيت حالهم وتفسيق فرقهم بل وإخراجهم من الملة حسداً من عند أنفسهم وشحاً ومرضاً في قلوبهم ألم يسمعوا كلام الله في ذلك فيتعظوا!؟ قلت وماذا قال سبحانه في ذلك؟ رد علي بالآية الكريمة من سورة الأنعام ((إِنَّ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً لَسْتَ مِنْهُمْ فِي شَيْءٍ) وقوله تعالى في سورة الروم (وَلا تَكُونُوا مِنَ الْمُشْرِكِينَ. مِنَ الَّذِينَ فَرَّقُوا دِينَهُمْ وَكَانُوا شِيَعاً كُلُّ حِزْبٍ بِمَا لَدَيْهِمْ فَرِحُونَ )
نعم لقد فاجئتني الآية، وكأني أسمعها لأول مرة، والسبب بأني لم أنتبه لتفسيرها على هذا النحو. هذه صحيح، فزيادة على أن الحديث الذي يعتمد عليه السلفية مطعون في متنه وفي رواته، جاءت هذه الآيات لتحذر من التفريق والتشتيت لمجرد الاختلاف في الرأي سواء في أمور فقهية أو حتى عقدية، وهو ما لم يكن من سمت الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين والذين اختلفوا حتى في الأمور العقدية، ومع ذلك لم ينكر أحدهم على الآخر رأيه ولم يفسق أو يكفر أحدهم الآخر.
أذكر أن مؤتمراً عقد لعلماء المسلمين لنصرة أهل غزة من بعد العدوان الصهيوني عليهم آن ذاك، وذلك كي يتباحث الحاضرون في كيفية نصرتهم ودعمهم كي يصمدوا أمام العدوان الذي هو عدوان على الأمة جمعاء، فكانت كلمة أحد العلماء من بلاد الحرمين ومن أصحاب المذهب السلفي بأنه قبل أن نواجه عدونا الصهيوني الواضح العداء في رأيه لابد من تطهير الأمة من الفرق الضالة من المسلمين من المارقين على الدين ومن المتجاوزين عليه وهم منه براء كما قال، وأن أولئك هم سر البلاء والفشل وتأخر النصر، بمعنى آخر يريدنا فضيلته أن نقتتل فيما بيننا ونسفك دماء بعضنا البعض بحجة تطهير الصف المسلم من البدع والضلال، وكأنه لم يسمع الآية التي توصينا (وَأَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَا تَنَازَعُوا فَتَفْشَلُوا وَتَذْهَبَ رِيحُكُمْ ۖ وَاصْبِرُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ مَعَ الصَّابِرِينَ) قال سبحانه ولا تنازعوا لم و يقل و لا تختلفوا لأن الاختلاف أمر مؤكد وسنة كونية إذ لكل عقله المختلف الذي ينتج أفكاراً وأحكاماً هي حصيلة مخزون معرفي بني من التربية والبيئة المحيطة والمدرسة والجامعة ومختلف أنواع المطالعات والتي بدورها تختلف من شخص لآخر وبالتالي ستختلف الأحكام، لذلك يوصينا سبحانه أن لا نجعل من هذه الاختلاف سبباً للنزاع والتقاتل والتناحر في ما بيننا.
بقي أن نقول أن ذروة التطرف في عدم قبول الآخر وعدم تقبل رأيه و اللجوء إلى سحقه وبأي طريقة كانت قد تمثل في أيامنا هذه بسلوك ومنهج الجماعة المتطرفة المسماة "دولة العراق والشام الإسلامية" والتي يطلق عليها اختصاراً داعش، هذه الجماعة الضالة والتي اتبعت نفس الفلسفة في الفكر حتى تطرفت فيه فأوصلها إلى اعتقادها بأنها الفرقة الوحيدة الناجية ومن خالفها في جهنم، مما جعلها تتصدر فرق جهنم والله أعلم وبجدارة، من كثرة ما غالت في دماء الأبرياء.
وأختم هنا بالقول أني قرأت حديثاً من كتاب الفتن لنعيم بن حماد وكأن رسول الله صلى الله عليه وسلم يرى داعش أمام عينيه ويصفهم بدقة، هذا الحديث هو (حديث موقوف) حيث يقول: حَدَّثَنَا الْوَلِيدُ ، وَرِشْدِينُ ، عَنِ ابْنِ لَهِيعَةَ ، عَنْ أَبِي قَبِيلٍ ، عَنْ أَبِي رُومَانَ ، عَنْ عَلِيِّ بْنِ أَبِي طَالِبٍ رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُ ، قَالَ : " إِذَا رَأَيْتُمُ الرَّايَاتِ السُّودَ فَالْزَمُوا الأَرْضَ فَلا تُحَرِّكُوا أَيْدِيَكُمْ ، وَلا أَرْجُلَكُمْ ، ثُمَّ يَظْهَرُ قَوْمٌ ضُعَفَاءُ لا يُؤْبَهُ لَهُمْ ، قُلُوبُهُمْ كَزُبَرِ الْحَدِيدِ ، هُمْ أَصْحَابُ الدَّوْلَةِ ، لا يَفُونَ بِعَهْدٍ وَلا مِيثَاقٍ ، يَدْعُونَ إِلَى الْحَقِّ وَلَيْسُوا مِنْ أَهْلِهِ ، أَسْمَاؤُهُمُ الْكُنَى ، وَنِسْبَتُهُمُ الْقُرَى ، وَشُعُورُهُمْ مُرْخَاةٌ كَشُعُورِ النِّسَاءِ ، حَتَّى يَخْتَلِفُوا فِيمَا بَيْنَهُمْ ، ثُمَّ يُؤْتِي اللَّهُ الْحَقَّ مَنْ يَشَاءُ " .



ليست هناك تعليقات: